لو عاش الصبي الاصفر لبكى دموعا سوداء..
قال: لماذا تتحاملون على جريدة وقناة النهار ؟
قلت: لأنها صحافة صفراء او أقل من ذلك بكثير..
قال: كيف ؟
قلت: كثيرا ما تربط تسمية الصحافة الصفراء بتلك الصحافة التي تنشر أخبار الفضائح والاثارة والجنس والجريمة وكل ما هو غير أخلاقي.. وهذا لان هذه المواد الاعلامية الرخيصة تجلب للصحيفة جمهورا اكبر.. باعتبار أن الخبر ليس ان يعض كلب انسانا وانما أن يعض إنسان كلبا..
قال: لكن لماذا تسمى صفراء؟
قلت: فعلا.. صح لسانك والتساؤل هنا واجب.. أو ليس اللون الاسود اولى بوصف امر غير أخلاقي ؟ أ وليس اللون الاحمر أحق بأن تنعت به صحافة الاثارة؟ وللاجابة عن هذه التساؤلات يجب الرجوع الى بداية وأصل هذه التسمية.. حيث أن بدايتها كانت في العقد الأخير من القرن التاسع عشر.. وبالضبط حينما نجح المسلسل المرسوم <<زقاق هوجان>> في تحقيق شعبية جارفة على صفحات صحيفة "نيويورك ورلد" وهذا المسلسل عبارة عن شرائط الرسوم المسلسلة والمعروفة باسم (comic strips).. وكان في هذا المسلسل بطل عرف باسم "الصبي الاصفر" والذي سمي بهذا الاسم لانه صبي يلبس رداء اصفرا..
وبرزت هذه التسمية حين وقع تسابق بين صحيفتي "نيويورك جورنال" و "نيويورك ورلد" على صاحب المسلسل المذكور أعلاه وهو الرسام او تكولت (1863-1926).. مما خلق صراعا عنيفا بين الصحيفتين وصل الى الى حد نشر صحيفة "نيويورك ورلد"، لصور الصبي الاصفر اكثر من مرة في الاسبوع.. ليطلق عليها صحيفة "الصبي الاصفر" ثم "الصحيفة الصفراء"، وهو الاسم الذي اطلق فيما بعد ذلك على صحيفة نيويورك جورنال عندما نجح مالكها في استقطاب او تكولت ليعمل لحسابه.. وهو ما اشعل نار الصراع بين الصحيفتين من خلال حرب كلامية.. تولد عنها مصطلح "الصحافة الصفراء".. الذي اطلق على الصحافة التي لا تلتزم بتقاليد العمل الصحفي.. والآن يا رعاك الله إقرأ الصفحة الأولى لهذه القذارة.. أ وليست مثل من يتقيأ صفراءه على وريقات رديئة ويبيعها بالدينار للمضحوك على عقولهم ؟ هل تستطيع عد أخبار الفضائح في الصفحة الاولى من هذه القمامة؟
في النهاية أ و ليست تسمية صحافة صفراء اشرف من ان تطلق على مثل هكذا صحيفة؟
سيف عبان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق