télé poubelle
فاطمة ورقصة هز البطن
السينما.. قصة بدايتها في الولايات المتحدة الأميركية مثيرة وتشبه كثيرا حال السينما العربية اليوم.. فقد كان أول الأفلام في عروض كينيتوسكوب إيديسون فلما بعنوان <فاطمة ورقصة هز البطن>.. حيث شكلت فاطمة الاسم الذي صنع الضجة في أحد عروض شيكاغو سنة 1893، تلاه فلم قصير بعنوان <كيف تقدم بيرجيت طبق السلطة وهي عارية> ثم فيلم <ما الذي شاهده ماسح الأحذية> مما جعل وصف متفرجي تلك الفترة بأنهم عاشقون للكوميديات السخيفة والمشاهد العارية وصفا منطقيا..
ولمن يسأل عما إذا ما كانت هناك أفلام في ذلك الوقت لا تعتمد على مخاطبة الغرائز فالاجابة هي نعم.. فقد كانت هناك أفلام مثل <القندس يلعب> و <الامواج المتكسر في دوفر>، ولكن مشكلتها كانت أنها تدر دخلا أقل من الاخرى لانها لا تلاقي إقبالا جماهيريا مثلها.. ويمكن تفسير المحتوى المسف للافلام القصيرة الاولى بأن الذوق الهابط لمن يمثلون قاع المجتمع في تلك الفترة وهم اكثر الفئات اقبالا على دور العرض، هو الذي فرض على المنتجين ذلك، على شاكلة ما حدث مع مطبعة غوتنبيرغ التي ركزت في مراحلها الاولى بعد طباعة الانجيل على كتب الفلسفة والعلوم والفن والسياسة، نتيجة أن ذلك يمثل انعكاسا لاهم افكار جمهور الكتب في ذلك الحين.
إذا هل واقع الانتاج السينمائي العربي اليوم هو انعكاس للمستوى الهابط والمسف للمجتمع، الذي يدعي في كثير من الاحيان حفاظه على عاداته وتقاليده.. وحتى دينه، لنقول.. فعلا "الجمهور عايز كده"..
سيف عبان
عايز كده وأكثر
ردحذف