المقامة الأرنبية

#‏المقامة_الأرنبية‬

وعلى سبيل ما يصطلح عليه بـ ‫#‏مقصودة‬.. سنقع اليوم في مثلث برمودا.. يحكى أنه قد كان.. في رقمِي العصر والأوان.. كان هناك ثعلب يجهر بما لا يسر.. ولا ينفع أرانب الغابة بل يضر.. ولا يريد لبالهم أن يهنأ ويستقر.. ومن مكرِه لا يحب لأحد أن يفر.. كان ثعلبنا خادما للضباع.. ويبيع من شرف جيرانه ما لا يباع.. فبنى من ذلك قوي الذراع.. واضعا أمام الجميع بريء القناع.. قد كان يساعد الخسيس من الكلاب.. ويدلهم على جحور الأرانب وما لذ وطاب.. وكانت الضباع تعيث في الغابة دون حياء.. وتجعل من أيامها ليالٍ ظلماء.. فما كان من الأسد.. إلا أن زأر واستعد.. وبعد أن وحَّد اللهَ الصمد.. وثب والكل بذلك ارتجف وارتعد.. فرَّت الضباع على طبق طائر.. وتركت الثعلب وحيدا حائر.. أ يهربُ مع البقية.. أم يكمل على الأسد التمثيلية.. وإبان طويل التفكير.. أغار الأسد وما أطال الزئير.. وأمسك بصديقنا الثعلب.. فصار يتودد مثل الأرنب.. ولأن الأسد حمار يثق في الحمار.. فقد أعطاه سلطة الحكم والقرار.. وبعد أخد ورد.. وإرخاء وشد.. تبين أن الحمار أغبى من حذائه.. وذلك ما لم يَخفَ عن الثعلب فأعد دواءه.. عربة من التبن والحشيش.. أعادت الثعلب إلى الرغد طليقا يعيش.. وهذا غير مستغرَب.. لكن ما يدهش العربَ والعجم وما استعرب.. هو فرحة الأرنب الغبي.. برجوع جاره غير الوفي.. والذي تسبب في تخويف الناضج والصبي.. لتكون العبرة من القصة.. تبعث في النفس غصة.. الإشكال ليس في الأسد.. ولا في الحمار الذي وجب أن يُبعد.. ولا في الضبع الذي ضعفاءَ الغابة استعبد.. ولا حتى في الثعلب الذي ظلم واستبد.. بل في الأرانب الغبية.. عاشقة جلادِها وهي الضحية..
سيف_عبان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عن المدونة

مدونة سيمفونيات هي اوركيسترا تجمع سيمفونيات إعلامية وشعرية وروائية ومقاماتية إضافة إلى سمفونيات فيديو.. وكله من إنتاجي الخاص.. مسرور بزيارتكم وتفاعلم.. دمتم بود

آخر المواضيع

سيمفونيات تصميم بلوجرام © 2014

صور المظاهر بواسطة Josh Peterson. يتم التشغيل بواسطة Blogger.